اثر سقوط الأندلس في القرن السادس عشر انتقل أفراد من آل منيف إلى مدينة صفاقس بالبلاد التونسية.
وقد جلبوا معهم مهاراتهم في صنع المصوغ والحلويات وتقطير العطور إلا أنهم اشتهروا خاصة احتكار أمانة البناء والتفنن في هندسة المعمار. إن أسطوات المنايفة بنو في صفاقس الفسقيات والمساجد والزوايا والمنازل وباب الديوان وباب الجبلي ومسجد العجوزين.
1) الجامع الكبير
تم بناء سور مدينة صفاقس و جامعها بالطوب 253 هـ 849 م على يدي علي بن سلم البكري قاضي صفاقس وسائر قرى الساحل وقد جدد اجزاء منه في عدة عصور مختلفة معلمين منيف نجد اسماؤهم منقوشة على حجر الجامع شاهدة على اعمالهم.
- نجد المحراب قد بناه طاهر بن احمد المنيف سنة1172 هـ 1758 م حيث ذكره الشاعر ابن الحسن علي الغراب المتوفى سنة 1183هـ في بيت
"ته يا صفاقس وافتخر طول المدىùعجبا بمسجدك العديم مثاله"
"سيما بمحراب تكامل حسنهùويزيد في نظر اللبيب جلاله"
"أبدى المنيف به المعلم طاهر ù مارق من نقش وراق جماله"
"حتى تكامل قلت فيه مؤرخاùمحراب مسجدك انتهى كماله".
وهاته الابيات هي زخرفة منقوشة بخط كوفي مزهر على المحراب تحت ايات قرانية.
- يوجد فوق الجدار بين الشباك الخامس والباب الثالث لوحة من حجر الكذان مستطيلة ومبنية عموديا فيها النص التالي :
الحمد لله جدد بناء هذا الحايط المعلم إبراهيم ابن المرحوم ...... المنيف والمعلم احمد ابن المعلم إبراهيم القطى.
كما يوجد عند اللوحة التي فوق الشباك وهي على شكل محراب النص التّـالي بعد البسملة والصلاة على النبي وآله وصحبه:
"جدد هذا الحائط المعلم إبراهيم بن المعلم احمد ابن أبي القاسم القطى والمعلم أبو إسحاق إبراهيم ابن المعلم الظريف المنيف."
2) مئذنة عمر كمون
تقع المئذنة بنهج برج النار جوار السور الجنوبي وكانت حولها زاوية و مؤسسها الشيخ عمر ابن الرائس احمد كمون وقد بنيت الزاوية أولا حوالي سنة 1040هـ .
وقد شيد هذه المئذنة المعلم محمد بن احمد ابن علي المنيف وأخيه قاسم سنة 1077هـ. وتوجد لوحتان بالواجهة الشمالية للمئذنة من الكذان الأصفر داخل قوسين متجاورين نقش على الثانية: "جعلها سيد عمر من ماله إلى نفسه ابتغاء وجه الله العظيم والله لا يضيع اجر المحسنين. صنعها المعلم محمد بن المرحوم احمد ابن الحاج علي المنيف وأخيه قاسم في جمادى الأولى عام سبعة وسبعين وألف من هجرة نبينا صلى الله عليه وسلم."
3) باب الديوان
يتكون من اربعة ابواب:
باب خارجي غربا شيده المعلم احمد المنيف والمعلم عبد اللطيف المنيف ومعلم منيف ثالث غاب اسمه.
باب داخلي المواجه لجامع العجوزين جدده المعلم طاهر ابن احمد المنيف وبني في شوال سنة 1161هـ.
باب فرنسا وهويواجه الخارج من باب البديوان الداخلي, فتح في الجدار تحت امر الوزير الفرنسي سنة 1906م.
باب رابع بين باب فرنسا والباب العتيق شيد في عهد الاستقلال.
توجد لوحة فوق الباب الخارجي منقوشة جاء بها ما نصه
"في أواخر شهر ربيع الثاني عام ست وخمسين بعد الألف:
"صنعه المعلم ....... المنيف والمعلم احمد المنيف والمعلم عبد اللطيف المنيف غفر الله لهم."
وفوق الباب الداخلي المواجه لجامع العجوزين لوحة بها :
"بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد
رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر جدد تاج هذا الباب المبارك على يد الحاج عبد العزيز السلامي مقدم سور البلد منفقا عليه من مال السور المذكور وبمشورة أهل الحل والعقد وإذن من يجب بالبلد على يد الراجي عفو ربه اللطيف المعلم طاهر ابن المرحوم احمد المنيف وبني في شوال سنة 1161هـ.
4) باب الجبلي
هو الباب العتيق الثاني لمدينة صفاقس ويقع وسط السور الشمالي وتم بناؤه في محرم سنة 823هـ ووقع تجديده من طرف محمد المنيف في شعبان 1224 هـ وهناك رخامة في وسط القوس الأسفل من الباب الخارجي المواجه لأسواق باب الجبلي جاء فيه ما يلي:
"بسـم الله الرحمان الرّحـيم
وصلـّى الله على سـيدنا محمّـد
جدد هذا البـاب في طـالع ù سعـد على أكمـل إتقان
حصنتـه بالله مـن ظالـم ù وقلت يا رب ارحم الباني
واحلم على الخراط صاحب ù هذا النظم بالعفو والغفران
لما انتهى استكمال تجـديده ù أرخـته جـدد في شعبان
على يـد محمد المنيف والتاجر الأمين إبراهيم السـلامي سنة 1224هـ"
المصادر:
1 الكتاب تاريخ صفاقس
المؤلف أبو بكر عبد الكافي
2 الكتاب النخب الاجتماعية التونسية
المؤلف عبد الواحد المكني